ملف الأول" من هدي القرآن الكريم"
الوحدة رقم 1: وسائل القرآن في تثبيت العقيدة الإسلامية
لتثبيت العقيدة الإسلامية في النفس البشرية اعتمد القران وسائل كثيرة نلخصها في:
أولا- إثارة العقل والوجدان: يطرح القرآن أمام الإنسان حقائق وظواهر متكررة يعيشها ويراها ويسمعها يوميا بل وفي كل وقت: خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ...َاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ....َالْفُلْكِ ....وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ.....هذه كلها حقائق تستثير العقل فيبدأ في التفكير والتمعن:
من الذي اوجد هذه العظمة ...من مبدعها ...من منظمها ..من ..من ..من ..من فيأتي الجواب من الداخل من وجدان الإنسان من فطرته متناغما مع ما رآه بعقله قل هو الله أحد...
ثانيا- التذكير بقدرة الله ومراقبته: إن هذا الخالق القادر القوي العظيم المحيط بكل شيء قادر على أن يهلك الأرض ومن فيها..... قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ.... وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
فالأولى أن يعبد ويطاع ويخشى لا أن يعصى ويكفر به
ثالثا- رسم الصور المحببة للمومنين: إن ما أعده الله للمومنين في الجنة من نعيم يجعل القلوب تهفو إلى هذا الفضل وذاك النعيم وذلك بالإيمان بالله والخضوع له
{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة72 .
رابعا- مناقشة الانحرافات: أفاض القرآن في بيان بطلان ما يعتقده الناس في الآلهة المعبودة من دون الله فهي لا تسمع لا تضر لا تنفع لا تبصر، بل إنها تحتاج إلى من يحميها إذن هي ليست آلهة لأن الإله لا يحتاج إلى غيره .
{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً }الفرقان3
الوحدة رقم 2: موقف القرآن من العقل:
أولا- تكريم الله للإنسان بالعقل:
فضل الله الإنسان على سائر المخلوقات: اسجد الله له الملائكة--هو خليفة الله في الأرض—كل ذلك بم وهبه الله من العقل والاختيار.
ثانيا- أهمية العقل:
1. هو سر تكريم الإنسان
2. هو أداة فهم سر الوجود والخلق
3. هو طريق الإيمان بالله
4. هو أساس التكليف إذ لا تكليف على مجنون أو فاقد عقل.
ثالثا- حث القرآن على العقل: المتدبر للقران يلاحظ أولا كثرة الآيات التي تدعو إلى التدبر والنظر لأن ذلك يورث العلم والعلم يورث الإيمان.
فالعلم أساس الإيمان والعبادة فلا يعبد الله بالجهل قال تعالى(فاعلم انه لا اله إلا الله)
رابعا- مظاهر اهتمام القرآن بالعلم:
1. أول آية نزلت من السماء هي الدعوة إلى العلم (إقرأ....)
2. كثرة الآيات التي تختم ب (أفلا يتدبرون...) (أفلا تعقلون...) (لقوم يعقلون...) (أفلا ينظرون...)..
3. التشنيع والاستخفافبالكفار والمشركين لإتباعهم آبائهم دون استعمال عقولهم
4. إقامة الحجة على المشركين بطلب الدليل والبرهان(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
5. احترام القران وإشادته بالعلماء بل وجعلهم مع الملائكة (شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة وأولو العلم..)
6. كثرة المصطلحات والمفردات المرتبطة بالعقل والعلم (اعلموا...يتفكرون....الألباب..بصيرة..يتدبرون ..انظروا ..برهان
خامسا- وجوب الحافظة على العقل:.. نظرا لأهمية العقل فقد أوجب الإسلام المحافظة عليه ومنع تعطيله فلهذا جعل التفكير والنظر والتدبر عبادة.
كما حرم الإسلام كل ما من شانه أن يعطل العقل كشرب الخمر بل وجعل له حدا زاجرا.
الوحدة رقم 3: الصحة الجسمية والنفسية في القرآن الكريم:
( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه الشيخان
"من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
أولا- مفهوم الصحة النفسية: هي الحالة التي يكون فيها الإنسان طبيعيا سويا في سلوكه نتيجة توازه الداخلي فلا يصدر عنه شذوذا في القول أو الفعل أو التفكير.
ثانيا- كيف يحقق القرآن الصحة النفسية:
1. تقوية الصلة بالله (العبادات .. الذكر.. التدبر.. قراءة القرآن...ألا بذكر الله تطمئن القلوب...)، فهذا يذهب القلق والخوف والاضطراب ويحقق الأمن والطمأنينة.
2. الصبر على الشدائد والمصائب: بما يولد القوة والإرادة.(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
3. محاربة الإسلام لليأس وحثه على التفاؤل والثقة في الله: فالله غفور رحيم يقبل التوبة (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا..)
4. الإسلام دين الرحمة واليسر وهذا يجعل الإنسان يثق في أمر الله فيعبده عن راحة وحب لا عن إكراه . (ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج..)
ثالثا- مفهوم الصحة الجسمية: هي الحالة التي يكون فيها الإنسان صحيح البدن خاليا من الأمراض متوازنا في سلوكه وتصرفاته.
رابعا- مظاهر عناية القرآن الكريم بالصحة الجسمية: حرص الإسلام على الصحة الجسمية حرصا شديدا...- الجسم العليل لا يعبد الله على حق-. ويظهر ذلك من خلال مايلي:
1- الدعوة إلى تنمية الجسم والتداوي: الرياضة والنشاط والحركة (علموا أولادكم الرماية وركوب الخيل...)( تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ تعالى لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ دَوَاءً) حديث
2- التخفيف من الفروض والتكاليف: الفطر للمريض والمسافر والمرضعة (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر..) قرآن
3 - الابتعاد عن مواطن الخطر والتهلكة: وهو مبدأ الوقاية والرعاية (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قرآن كما حرم إلحاق الأذى بالجسم (شرب الخمر..أكل الميتة. تناول السم....)
4- التوسط والاعتدال في الأكل والشرب والعبادة والعمل: فلا يجوز المبالغة والإسراف والتشدد حتى في العبادة لأنها تلحق الأذى بالجسم وتورث الملل وتسبب الأمراض
وفي الحديث (إن لبدنك عليك حق..وان لأهلك عليك حق..وان لنفسك عليك حق فأعط كل ذي حق حقه).
5- الاستفادة من متع الدنيا بما يقيم الجسد ويحفظه : كركوب السيارة بدل المشي والأكل والشرب فقد نهى النبي ص عن الوصال في الصوم
الوحدة رقم 4: القيم في القرآن الكريم:
أولا- تعريف القيم: هي من مجموعة من الأسس الأخلاقية التي تحفظ المجتمع وتضمن استمراريته.
القيم الفردية
القيم الأسرية
القيم الاجتماعية
القيم السياسية
الصدق:رمز القوة النفسية والتوازن في الأفعال والأقوال
الصبر:عنوان القوة والنجاح
الإحسان: هو ثمرة والإيمان والصلاح
العفو: صدق الإيمان وحب الخير
1.المعاشرة بالمعروف: سر استمرار الأسرة ونجاحها.
2.التكافل: عنوان القوة والاستمرارية
3. المودة والرحمة: سر سعادة الأسرة واستمراريتها
1. التعاون: مشاغل الحياة أكثر من أن يقوم بها واحد بل لا بد من التعاون
2. المسؤولية: المسؤولية دليل الشخصية والاحترام
3. التكافل: عنوان قوة المجتمع وتماسكه
1.العدل: العدل أساس الحكم
2. الشورى: عنوان السداد والصواب والبعد عن الزلل والخطأ
3. الطاعة: عنوان النظام واحترام أهل الاختصاص
الملف الثاني:"من هدي السنة النبوية"
الوحدة رقم5: المساواة أمام أحكام الشريعة الإسلامية
أولا- المساواة في الإسلام: الناس سواسية أمام الله في الجزاء والعقوبة بغض النظر عن عرقه أو لونه أو مكانته الاجتماعية.
ثانيا- الشفاعة في الأحكام: إن التوسط والسعي لإسقاط عقوبة مستحقة شرعا يعد تلاعبا بالشريعة ومبررا لاستحقاق عذاب الله في الدنيا والآخرة.
ثالثا- آثار الشفاعة في الحدود:
1. سقوط هيبة القضاء والعدالة.
2. تشجيع الجرائم مادام إسقاط العقوبة ممكن.
3.انتشار الرشوة والمحسوبية والوسائط
4. انتشار الطبقية والتفرقة بين الناس.
5.الاستخفاف بأحكام الله وشرعه
الإرشادات والأحكام:
1. حرمة الشفاعة في الحدود.
2.حرمة السرقة ووجوب الحد فيه (قطع اليد).
3. وجوب الصرامة في تطبيق القانون على الجميع.
4.الشفاعة والمحاباة في حدود عنوان هلاك المجتمعات.
5. وجوب أخذ العبرة من الأمم السابقة.
الوحدة رقم 6 : العمل والإنتاج في الإسلام ومشكلة البطالة
أولا- مفهوم العمل: هو الجهد الفكري و المادي الذي يقوم به الإنسان للحصول على منفعة دينية أو دنيوية.
ثانيا- الاسلام يحث على العمل:ينظر الإسلام إلى العمل على أنه:
1.عنوان الشخصية المتكاملة : فالإسلام يكره التواكل والاعتماد على الغير في الكسب.
2. العمل هو أساس النهوض بالأمم وهوهو سر قوتها سياسيا واقتصاديا.
3. العمل عبادة شرعية.
4. العمل وسيلة للحصول عل المال لتلبية حاجات الإنسان المادية.
5.يحقق السعادة والشعور بالقيمة الاجتماعية.
ثالثا- محاربة الإسلام للبطالة: إن عدم العمل ظاهرة خطيرة تهدد الأفراد والمجتمعات حيث أن:
1.البطالة تعطيل للطاقات البشرية.
2.نشر ثقافة الخمول عند الناس.
3.الاستسلام للهواجس والأمراض النفسية حيث يفقد الثقة بالنفس وتنعدم عنده الاعتزاز بالقيمة الشخصية.
4. البطالة تفتح الطريق للآفات الاجتماعية والنفسية كالسرقة والكذب.
5.فقدان الإحساس بقيمة الوقت وهو الحياة.
رابعا- نظرة الاسلام ومحاربته للتسول: إن التسول أحد نتائج البطالة وقد حاربه الإسلام للأسباب التالية:
1- يزرع ثقافة الاتكال على الغير.
2. يضعف قيمة العمل عند الناس.
3.هو تعبير عن ضعف الشخصية التي ترفض أن يعيش الإنسان عالة على غيره.
4.ينشر في المجتمع ثقافة الذل والمسكنة والمهانة.
5. ينشر في المجتمع الرذائل والآفات الاجتماعية كالكذب والخداع واستعطاف المارة والإلحاح عليهم وكلها مظاهر تخلف .
الإرشادات والأحكام المستخلصة:
1. حث الإسلام على العملتوفيرا للحاجات وتحقيقا للذات وحفظا للمجتمع.
2. الأجر القليل من العمل خير من سؤال الناس.
3.لا تعطى الصدقة لمن له القدرة على العمل.
4.سؤال الناس مذلة لا يرضاها الإنسان السوي.
5.احتقار العمل عنوان على ضعف الشخصية والجهل بالدين.
الوحدة رقم 7: مشروعية الوقف
أولا- تعريف الوقف: حبس الأصل وتسبيل الثمرة أي جعل الشيء المتبرع به موقوفا على منفعة شخص أو مؤسسة بحيث لا يجوز بيعه ولا هبته أو التنازل عنه.
ثانيا- حكمه: من أعمال البر و الخير التي يستمر الأجر عليها ولو بعد وفاة المتبرع.
ثالثا- مردوده الاقتصادي:
1.يقوم بتمويل المشاريع ذات البعد الخيري الاجتماعي.
2.من أكبر موارد المال التي يستفيد منها الفقراء والمحتاجين.
3.يقوم بتدعيم اقتصاد الدولة.
رابعا- آثاره:
1. ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة ويستمر الأجر عليه بعد الممات.
2. انتفاع الناس بالوقف و انتشار روح التعاون والتكافل.
4.القضاء على الظاهر الاجتماعية السلبية (الفقر..التسول..البطالة..)
الإرشادات والأحكام المستخلصة:
1.مشروعية الوقف في الإسلام.
2. بيان أهمية العلم وقيمته في الإسلام(ينفع صاحبه في قبره).
3.بيان أهمية تربية الأبناء عند الله.
4.بيان اهتمام الإسلام وحرصه عل نفع الغير.
الوحدة رقم 8: توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم في صلة الآباء بالأبناء
أولا- الهبة للأبناء مشروعة: تستحب الهبة والهدية للأولاد لما توجد في القلوب من الحب والطاعة والمودة والبر بالوالدين وإزالة العقد والعقبات من العلاقات الأسرية فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للأقرع بن حابس التميمي: (وهل أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك).
ثانيا- وجوب العدل بين الأولاد في الهبة: إن العدل هو أساس الحكم والجور هو رأس الفتن (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)
ثالثا- مخاطر التفريق بين الأولاد : إن عدم العدل بين الأولاد يؤدي إلى:
1. زرع العداوة والبغضاء بينهم.
2. الشعور بالظلم الذي يؤدي إلى العقوق.
3.قطع الأرحام.
4.إضمار الشر في النفوس مما يؤدي إلى العقد والكبت والانحراف.
الإرشادات والأحكام المستخلصة:
1.مشروعية الهبة للأولاد.
2.مشروعية الإشهاد على الهبة.
3.جواز الرجوع في الهبة من الأب للولد
4.حرمة التفريق بين الأولاد.
5.الرجوع إلى الحق وتحري الصواب من صفات المؤمنين .
ملاحظة: يجوز إفراد بعض الأولاد وعدم التسوية بينهم وبين أخوتهم لضرورة كالمرض أو الوفاء بالدين أو الفقر أو ما شابه، ولكن في حدود الحاجة والضرورة.
الملف الثالث"القيم الإيمانية والتعبدية"
الوحدة رقم9:أثر الإيمان والعبادات في اجتناب الانحراف والجريمة
أولا- تعريف الجريمة والانحراف: هي محظورات شرعية زجر الله عنها بحد أو قصاص أو تعزير.
شرح التعريف:
محظورات: أي محرمات وممنوعات شرعية
زجر: عقوبة ردعية
حد: عقوبة مقدرة شرعا لا يجوز إسقاطها أو العفو فيها.
تعزير: عقوبة غير مقدرة شرعا وإنما هي من اجتهاد القاضي بما يناسب درجة الجرم.
ثانيا- مفهوم العبادة في الاسلام: هي كل ما يصدر عن الإنسان من أقوال وأفعال وأحاسيس وتفكير إرضاء لله ونفعا للغير وتماشيا مع شرع الله مثال: الأعمال الخيرية كإطعام الجائع وهداية الضال وبناء المدارس والمستشفيات والكسب من حلال وترك الحرام كل ذلك عبادات.
ثالثا- أثر الايمان في مكافحة الجريمة والانحراف:
الإيمان قوة واعتقاد يستقر في القلب ويصدقه العمل والسلوك وصدق العمل وصحة السلوك يقتضي القيام بالواجبات وفعل الخير من جهة ومن جهة أخرى الابتعاد عن المحرمات والفواحش والمنكرات إرضاء لله وطاعة لأمره إذن الإيمان وسيلة فعالة لمحاربة الجريمة في النفس قبل محاربتها في الواقع.
رابعا- اثر العبادة في مكافحة الجريمة والانحراف: إن عبادة الله تقتضي طاعته ومحبته والخضوع له ولا يكون ذلك إلا بفعل الواجبات وترك المحرمات فلا يعقل أن يكون عابدا لله من حاله السرقة أو الزنا أو الظلم أو أو... فقد جاء في الحديث ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ) أي أن مقتضى العبادة هو البعد عن الجرائم والفواحش.
الوحدة رقم 10: الإسلام والرسالات السابقة
أولا- وحدة الرسالات السماوية: أن جميع الرسالات التي بعثها الله للناس (من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم) رسالة واحدة في مصدرها وغايتها.
1.وحدة المصدر:كل ما نزل على الأنبياء والرسل مصدرها واحد وهو الله تعالى,
2. وحدة الغاية: إن كل ما أنزل من كتب ووصايا وبعث من رسل وأنبياء إنما يصب في غاية واحدة:
أ- عبادة الله الواحد وعدم الشرك به (ترك عبادة الأصنام والملوك والأهواء...) قال تعالى(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء25
ب- هداية الناس وإرشادهم لما يصلح دينهم ودنياهم..
ج- تحقيق سر الوجود الإنساني وهو خلافة الله في الأرض قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)
ثانيا- علاقة الاسلام بالديانات السابقة: إن الإسلام هو دين موسى عليه السلام ودين عيسى عليه السلام قبل أن يكون دين محمد عليه السلام وقبل كل ذلك هو دين الله تعالى للناس جميعا.
قال تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } البقرة133
ثالثا- الإسلام يصدق رسالة موسى وعيسى: ويجعل أساس الإيمان بالله وأحد أركانه الأساسية الإيمان بالرسل جميعا جملة وتفصيلا (لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) البقرة
رابعا- الاسلام يصحح ويقوم ما لحق رسالة موسى وعيسى: من تحريف وتبديل مس جوهرهما وهو التوحيد.
({أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة75
استنتاج:الإسلام لم يأت بدين جديد وإنما رد الأديان المحرفة إلى أصولها الأولى (التوحيد وعبودية الله)
المسيحية( النصرانية)
اليهودية
تعريف: هي الرسالة التي بعث الله بها سيدنا عيسى لبني إسرائيل تكميلا لرسالة سيدنا موسى .
سبب التسمية: سموا نصارى لأنهم نصروا المسيح عليه السلام.
الظروف: كان بنو إسرائيل يتعرضون للقهر الروماني فجاءهم عيسى مخلصا ومحررا.
تعريف: هي الرسالة التي بعث الله بها سيدنا موسى لبني إسرائيل أيام فرعون.
سبب التسمية: سموا يهودا لأنهم تابوا وقالوا لله تعالى(إنا هدنا إليك) أي رجعنا.
الظروف: كان بنو إسرائيل يتعرضون للقهر الفرعوني فجاءهم موسى مخلصا ومحررا.
أهم معتقداتهم:
1.عقيدة التثليث:أن الإله مركب من ثلاثة أقانيم (الأب-الابن-روح القدس)
(لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ)
2.عقيدة الخطيئة والفداء:أن الله(الأب) بعث ابنه الوحيد(يسوع) ليخلص البشرية من شرور أنفسها ويتحمل هو العذاب(الصلب) عنها.
3. محاسبة المسيح للعباد:إن الله(الأب) أعطى حق محاسبة العباد لأبنه.
4. غفران الذنوب(الاعتراف والإقرار):وهي أن القسيس أو البابا يملك حق مغفرة الذنوب للعباد بعد أن يعترفوا له ويقروا بخطيئتهم.
أهم معتقداتهم:
1. يعتقدون أن لهم اله خاص بهم يسمى(يهوه) يحبهم
قال تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ)
2. هم شعب الله المختار وأن البشر خلقوا لخدمتهم .
3. لا يعترفون باليهودية إلا لمن كانت أمه يهودية وهذه عنصرية.
4. لا يحرمون الربا مع غير اليهودي.
5. يقدسون العجل وقد عبدوه
قال تعالى: (ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ)
6. لا ينزهون الله فهو عندهم يخطأ، يغضب، متعصب.
الوحدة رقم 11:من مصادر الشريعة الإسلامية
1- الاجماع
أولا– تعريفه :
أ – لغة: للإجماع في اللغة معنيان:
1- العزم على الشيء والتصميم عليه.
2- الاتفاق على أي شيء.
ب- اصطلاحا: هو اتفاق جميع المجتهدين من المسلمين في عصر من العصور بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – على حكم من الأحكام الشرعية العملية.
ثانيا – أنواع الإجماع:
1- إجماع صريح: وهو أن يتفق المجتهدون على قول أو فعل بشكل صريح بأن يروى عن كل منهم هذا القول أو الفعل دون أن يخالف في ذلك واحد منهم.
2 – إجماع سكوتي: وهو أن يقول أو يعمل أحد المجتهدين بقول أو بعمل فيعلم الباقون بذلك فلا يظهرون معارضة ما.
ثالثا- أدلة حجية الإجماع الصريح:
* من القرآن الكريم: قوله تعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) النساء 115
* من السنة المطهرة: قال – صلى الله عليه وسلم -: (لا تجتمع أمتي على ضلالة ) وقال: ( ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن )
رابعا- حكم الإجماع: الإجماع على أنواع فمن العلماء من ذهب إلى أنه قطعي في كل أقسامه ومنهم من ذهب إلى أنه ظني في بعضها قطعي في بعضها الآخر.
خامسا– أمثلة من الإجماع :
1/ الإجماع على تحريم الزواج بالجدة.
2/ إجماع الصحابة على توريث الجدة السدس.
3/ إجماع الصحابة على جمع القرآن في مصحف واحد .
2- القياس
أولا – تعريف القياس:
لغة : التقدير
اصطلاحا : هو مساواة أمر لأمر آخر في الحكم الثابت له لاشتراكهما في علة الحكم.
ثانيا – حجية القياس: القياس دليل من أدلة الأحكام وهو يفيد غلبة الظن فيكون حجة يجب العمل به إذ هو يستند إلى علة حقيقية ظاهرة ويتفق العمل به مع مقاصد الشريعة، وأدلة حجيته هي:
- من القرآن: قوله تعالى : (( فاعتبروا يا أولي الأبصار ))
- من السنة: روى أن امرأة خثعمية جاءت إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقالت له : ( إن أبي أدركته فريضة الحج أفأحج عنه ؟ فقال لها : أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أكان ينفعه ذلك ؟ قالت: نعم قال: فدين الله أحق بالقضاء )
فكان هذا قياسا لدين الله على دين العباد
- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقيس بنفسه كثيرا من الأحكام ويذكر عللها والرسول – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة لنا وقدوة في كل أعماله وأقواله، فكان ذلك منه دليلا على صحة القياس هنا من ذلك حديث الخثعمية السابق.
- عمل الصحابة رضي الله عنهم: ذلك أنه ثبت عن جمع كثير من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يعملون بالقياس عند عدم النص حتى بلغ ذلك مرتبة التواتر عنهم، ومن أمثلة ذلك:
*- رأيه في الكلالة أنها ما عدا الوالد والولد وعلق قائلا:أقول فيها برأي
*- كتاب عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري:اعرف الأشباه والأمثال وقس الأمور برأيك.
*- ابن عباس أنزل الجد منزلة الأب في حجب الإخوة من الميراث قياسا على ابن الابن.
ثالثا – أركان القياس وشروطه:
1- المقيس عليه : ويسمى الأصل وهو الأمر الذي ورد النص بحكمه.
2- المقيس : ويسمى الفرع وهو الأمر الذي لم يرد النص في حكمه ويطلب معرفة حكم الله فيه.
3 – الحكم : وهو المراد تعديته من الأصل إلى الفرع، وهو الحكم الشرعي الثابت للأصل بنص أو إجماع.
4 – العلة : وهي الوصف المشترك بين الأصل والفرع، والذي من أجله شرع الحكم في الأصل.
* شروط حكم الأصل :
1- أن يكون حكم الأصل ثابتا بالكتاب أو السنة والإجماع.
2- أن يكون الحكم معقول المعنى .
3 – أن لا يكون حكم الأصل مختصا به.
* شروط الفرع :
1 – قيام علة حكم الأصل في الفرع .
2 – أن يساوي الفرع الأصل في علة حكمه.
3 – أن لا يكون في الفرع نص خاص يدل على مخالفته القياس.
* شروط العلة :
1 – أن يدور الحكم معها في كل الأحوال ولا يتخلى عنها في بعض الأحوال.
2 – أن تكون العلة مطردة منعكسة مع حكمها بحيث يلزم من وجودها وجوده ومن عدمها عدمه في كل الحالات.
3 – أن تكون ظاهرة منضبطة .
رابعا- أمثلة عن القياس
*- قياس المخدرات على الخمر.
*- قياس تحريم ضرب الوالدين أو سبهما على تحريم قول أف لهما.
*- قياس الأوراق النقدية على العملة النقدية (الدرهم والفضة)
3- المصالح المرسلة
أولا– تعريف المصالح المرسلة :
هي استنباط الحكم في واقعة لا نص فيها ولا إجماع بناء على مصلحة لا دليل من الشارع على اعتبارها ولا على إلغائها
ثانيا- حجية المصالح المرسلة وأدلة اعتبارها :
*- اتفق العلماء على عدم إمكان العمل بالمصالح في أمر من أمور العبادات لأن سبيلها التوقيف.
*- وكذلك الأمر في كل ما فيه نص أو إجماع من الأحكام الشرعية كالحدود و الكفارات.
أما في غير هذه الأمور مما يتعلق بالمعاملات والقضايا المتعلقة بالأمور العامة للبلاد والعباد فيرى المالكية أنها حجة شرعية يعتد بها في بناء الأحكام عليها واستدلوا بأدلة منها :
أ- شرع الله الأحكام لتحقيق مصالح العباد ودفع الضرر عنهم، يشهد لهذا القول أدلة من الكتاب والسنة، والرسول – صلى الله عليه وسلم – أرسل رحمة للعالمين وإنه لم يختر بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
ب- إن الحوادث تتجدد والمصالح تتغير بتجدد الزمان والظروف وتطرأ على المجتمعات ضرورات وحاجات عديدة تستدعي أحكاما معينة، لذلك من الضروري أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار وفسح المجال أمام المجتهدين لاستنباط الأحكام وفق المصالح وإلا ضاقت الشريعة بمصالح العباد وقصرت.
ج- روعيت المصلحة بنحو أوسع من القياس في اجتهادات الصحابة والتابعين وأئمة الإجتهاد حتى كان ذلك بمنزلة الإجماع على رعايتها.
ثالثا- شروط العمل بالمصالح المرسلة :
*- أن تكون ملائمة لمقاصد الشرع الضرورية لقيام مصالح العباد.
* – أن تكون مصلحة لعامة الناس وليست مصلحة شخصية.
* – أن تكون معقولة في ذاتها حقيقة لا وهمية بأن يتحقق من تشريع الحكم بها جلب نفع أو دفع ضرر.
أمثلة:
توثيق عقد الزواج وتسجيله في البلدية
لا يوجد نص صريح يعتبره واجبا كما لا يوجد نص صريح يعتبره حراما إذن فهو مصلحة مرسلة........لكن بالنظر إليه وجدنا في عدم توثيق عقد الزواج مضارا خطيرة كضياع حقوق الزوجة ونسب الأولاد كما أن فيه مساسا بالأعراض وذلك في حالة إنكار الزوج وخاصة أن المحاكم والقضاء لا يعترف إلا بالعقود الموثقة.
إذن في توثيق عقد الزوج تحقيق للمصلحة التي جاء الإسلام من أجلها.
أمثلة أخرى:
- اتفاق الصحابة في عهد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه على كتابة المصحف على الترتيب التوقيفي.
- اتفاقهم على استنساخ عدة نسخ منه في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه.
- إبقاء الأراضي الزراعية في عهد عمر رضي الله عنه التي فتحوها بأيدي أهلها ووضع الخراج عليها.
- وضع قواعد خاصة للمرور في الطرقات العامة وكان ذلك في الأندلس.